أهل البيت(ع) القرآن الناطق
ولذلك كان منطقهم القرآن، وكان خلقهم القرآن الكريم كما كان جدّهم رسول الله، وكانوا يريدون للقرآن أن يتحرك في الواقع، لا أن يبقى كتاباً على الرفوف أو كتاباً معلّقاً كزينة على الجدران أو كتاباً للإعلان عن احتفال أو مأتم، كانوا يريدون للقرآن أن يمشي في دروب المستضعفين، وأن يتعملق على قصور المستكبرين من أجل أن يحطم استكبارهم، وكانوا يريدون للقرآن أن يتحرك من أجل أن يؤنسن الإنسان، لا أن يكون في خدمة أصحاب الجلالة بدون جلالة، والفخامة بدون فخامة، والسيادة بدون سيادة من خلال وعاظ السلاطين، لأن القرآن فوق السلاطين، ويريدهم أن يكونوا سلاطين على أنفسهم، لا سلاطين على غيرهم لحساب أنفسهم.