منتديات أبن الميرزا

عانقت جدران منتدانا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
ومشاعر الأخوة والإخلاص ... كفوفنا ممدودة
لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور
الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا
إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا
البعض في كل المجالات
أتمنى لك قضاء
وقت ممتع
معنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أبن الميرزا

عانقت جدران منتدانا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
ومشاعر الأخوة والإخلاص ... كفوفنا ممدودة
لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور
الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا
إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا
البعض في كل المجالات
أتمنى لك قضاء
وقت ممتع
معنا

منتديات أبن الميرزا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

••.•´¯`•.•• (اللهم صلِ على محمد وآل محمد) ••.•´¯`•.••

 

إصدارات الجديده 2010   1431للرواديد الحسينيه

    

    
    

وأحدث الافلام الكرتونيه   

    


    إثم العصبية وحريّة الفكر

    بن الميرزا
    بن الميرزا
    Admin
    Admin


    إثم العصبية وحريّة الفكر Empty إثم العصبية وحريّة الفكر

    مُساهمة من طرف بن الميرزا السبت يوليو 04, 2009 9:16 pm

    إثم العصبية وحريّة الفكر


    ونحن عندما نكون مع أهل البيت(ع)، لا نكون في رحلة في التاريخ، لأنّ {في قصصهم عبرة لأولي الألباب} [يوسف:111]، فتاريخهم هو عمق حاضرنا، لأن مضمون هذا التاريخ هو مضمون الحياة، وهو سرنا نحن الآن. لقد واجهت السيدة الزهراء(ع) العصبيّة بالرغم من كل آلامها، وحاربها علي(ع) وكل أهل البيت، وقالها الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع): "العصبية التي يأثم عليها صاحبها، أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم". نحن مجتمع العصبيات، العصبية للذات، والعصبية للعائلة، والعصبية للحزب، والعصبية للمنطقة، وللطائفة، وللمذهب، حتى صرنا نتعصب للأحجار.

    والعصبية، أيها الأحبة، انغلاق، أن تتعصب معناه أن تحبس نفسك في الزنزانة، المتعصبون ليسوا أصحاب فكر، فإذا كنت تريد أن تكون صاحب فكر، فكن ملتزماً ولا تكن متعصباً، وإذا اقتنعت بفكرك فقف معه، إلا أن يقنعك الآخر بأنه خطأ، وإذا كنت ترى أن من حقك أن تكون لك الحرية في أن تنتمي إلى فكر معيّن، فلماذا تمنع الآخر من أن تكون له الحرية في أن يفكر بطريقة مختلفة، تختلف مع ما تفكر فيه؟! ليس من الضروري أن يكون الاختلاف سلبياً، لأنّ الاختلاف عندما يتحرك في خط الفكر فقد يغني الفكر، والحوار هو الوسيلة من أجل أن يتلقّح فكر بفكر، أو يقنع فكرٌ فكراً.

    لكن مشكلتنا، أيها الأحبة، في الدين، في السياسة، في الاجتماع، في كل ما نأخذ فيه، أنّه عندما يحدّثنا بعض الناس عن فكره، فإننا نرجمه بشكلٍ غريزي، لأنّ غرائزنا هي التي تتحرك في خطوطنا الفكرية، وإلا لماذا كل هذه الحروب المذهبية والطائفية والسياسية؟ لو حاربتني، فهل تستطيع بالرصاصة التي تطلقها عليّ أن تقنعني؟ وهل أستطيع أن أقنعك بالرصاصة؟

    لماذا نخاف عندما تتنوع أفكارنا ومذاهبنا وطوائفنا وسياساتنا؟ لماذا نخاف في لبنان ونحن منذ مدة نتحدث عن أنّ وضع لبنان خاص، ذلك لأنّ لبنان فيه طوائف مختلفة ومذاهب وتيارات مختلفة؟ ليكن ذلك، فلماذا لا تكون هناك حوارات صريحة؟ لماذا نحاول أن نغلّف الكلمات عندما نحاور بعضنا بعضاً؟ لأننا نخاف من عري الكلمات، لأننا لسنا مستعدين لأن نتقبل مضمون الكلمة، ولذلك فإننا نعمل دائماً على الغلاف، أصبحت صناعتنا كيف نغلّف ديننا، وكيف نغلّف سياستنا، وكيف نغلّف حزبياتنا، الغلاف هو ما نتحدث به مع بعضنا البعض، أما ما هو داخل الغلاف، فمن الذي يفحصه أو يتحمل ما فيه؟

    أيها الأحبة، إنّ معنى أن تكون حضارياً، هو أن تقبلني كما أنا وأقبلك كما أنت، أن تحاورني من خلال ما أؤمن به من فكر دون عقدة، وأن أحاورك دون عقدة، عند ذلك تتحرك في خط الحضارة، أما عندما تتعقد لأني خالفتك ولأني حاورتك وناقشتك، فهذا أبعد ما يكون عن الحضارة. بعض الناس يقول: "أنا عقلي هكذا، والله قد خلقني هكذا، ومن غير الممكن أن أتغير"، لماذا؟ إنّ الله تعالى خلق العقل مصنعاً، وأنت الذي تضع المواد الخام في هذا المصنع لتصنّعها، فلماذا تصنع العصبيات في داخل عقلك، ولا تقبل أن تناقش أو تسمع؟ إنّ الله سبحانه وتعالى يقول: {فبشّر عبادِ* الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} [الزمر:17-18]، ويقول: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل:125]. إن أفكارنا لم تخلق معنا، إنها أمور ورثناها أو اكتسبناها، فلماذا نصرّ على ما ورثناه، وقد يبلى ما ورثناه؟ لماذا نصرّ على ما اكتسبناه، وقد نجد أحسن مما اكتسبناه؟

    أيها الأحبة، لا بد من أن نتغير من الداخل، نحن بحاجة إلى أن نعيد النظر في تكوين ذهنياتنا، وفي تكوين وسائلنا للحياة الاجتماعية التي نعيشها...

    لذلك، إن علينا إذا أردنا أن نكون أمةً تفكر في المستقبل، أن ندرس ما حولنا ومن حولنا، فكل القضايا الداخلية تنتظر، ولكن القضايا الاستراتيجية التي تضغط على القضايا الداخلية لا تنتظر، والقضايا الاستراتيجية هي التي تخطط لنا المستقبل.

    وأقول للشباب: أنتم طليعة المستقبل، لا تستغرقوا في الماضي، خذوا من الماضي ما يبقى للحاضر والمستقبل، {تلك أمةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون} [البقرة:134]، ولا تستغرقوا في جزئيات الحاضر، بل كونوا المستقبليين في حجم القضايا الكبرى للمستقبل.

    أيها الأحبة، الفكر فريضة، "تفكر ساعة خير من عبادة سنة"، فكروا، لا تقولوا لأحد أن يفكر لحسابكم، لا تقولوا لأحد: فكّر لنا، قولوا: فكر معنا، لنفكر معاً، وعندما نفكر معاً نستطيع أن نكتشف الحقيقة ونستطيع أن نضع أول حجر في أساس المستقبل.

    ونبقى مع الزهراء(ع) مع ما قاله شوقي (أمير الشعراء):

    ما تمـنّى غيـرها نسلاً ومن يلـد الزهراء يزهد في سواها

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    محاضرة لسماحة السيد فضل الله ألقاها في صور بمناسبة ولادة السيدة الزهراء(ع)

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 28, 2024 4:23 pm